ازدانت سماء #منطقة_تبوك مساء أمس الخميس بأمسية ثقافية، أحياها الأديب والمترجم والمدرب السعودي الأستاذ/ #خلف_سرحان_القرشي، وذلك بتنظيم من مقهى سكيتش ضمن فعالية (الشريك الأدبي) التي تشرف عليها #هيئة_الأدب_والترجمة_والنشر بوزارة الثقافة..
وقد أعلن الأديب القرشي عبر حسابه الرسمي في X عن هذه الأمسية؛ وتناقل متابعيه ومحبيه والمتدربين لديه تغريدته تلك، وكذلك نشرت العديد من الصحف خبرًا عن الأمسية.
افتُتحت الأمسية وسط حشد من الحضور من مثقفي #منطقة_تبوك، بترحيب حار بالأديب القرشي الذي غُمِر بالحفاوة والتكريم منذ وصوله للمنطقة والمقهى.
تناول الأديب القرشي في البداية مقتطفات من سيرته الذاتية، حيث أشار في البداية لقراءاته بتوجيه من أخيه الدكتور #عالي_القرشي، وتأثير ذلك على مسيرته الإبداعية فيما بعد.
وأشار القرشي لفضل #نادي_تبوك على إبداعه في مضمار الترجمة الأدبية منذ أكثر من 15 عاما، حيث استكتبته حينها دورية النادي؛ (حسمى)، وشارك فيها على مدار عدة أعداد بترجمات قصصية مختلفة.
أشار القرشي إلى أن اهتمام أهل #تبوك بالترجمة ربَّما يكون امتدادًا لجينات توارثوها كابرًا عن كابر بحكم موقع هذه المنطقة كنقطة عبور ومحطة التقاء لأناس ذوي ألسنة مختلفة، ولغات متباينة، ومختلفي الألسنة، وقال (قاطنو هذه المدن عادة هم أقدر الناس على إدراك أهمية الترجمة في التواصل).
تحدث الضيف عن بدايات شغفه بالترجمة؛ فكانت ترجماته للعديد من القصص الإنجليزية لا تعد ولا تحصى، ونُشرت في العديد من الصحف والمجلات الأدبية، مما حدا به لتضمين بعض هذه الترجمات في كتب مطبوعة، فصدرت له مجموعتان قصصيتان مترجمتان، الأولى بعنوان (الطريق التعب) عن #نادي_الطائف_الأدبي عام 1995م، والثانية بعنوان (قال نسوة) عن #نادي_مكة_الأدبي الثقافي عام 2012م.
وأشار القرشي إلى أنه ترجم مقالات وتقارير صحفية وقصائد شعرية من الإنجليزية إلى العربية، ونشرها في صحف ومجلات سعودية وعربية.
تحدث القرشي عن كتابه الأخير (#أمي_ترضع_عقربا ) ذكريات طفل من زمن الطيبين)، وبين أنه يحكي سيرة طفولته التي كانت مختلفة عن طفولة أقرانه ومجايليه لعدة أسباب ومنها سكن والديه رحمهم الله في سفح جبل مرتفع بعيدا عن بقية أقاربهم لأسباب وجيهة وضحها في ثنايا كتابه.
والجدير بالذكر أن كتاب القرشي الأخير هذا قد لاقى استحسان وثناء الوسط الأدبي وكان له صدى مميزًا في #معرض_الكتاب_الدولي الفائت بالرياض، لما كان يتناوله من حكايات تخص الأديب القرشي في طفولته، تميزت بالصدق والصراحة والتجرد بعفوية ومرونة حول البيئة والتشويق بسرد قصصي ذي سلاسة حول أحداث ماضية ارتبطت بعلم التاريخ والحوادث، قام بترتيبها وبتركيبها بإثبات عنصري الزمان والمكان حول الشخصية المحورية في القصة وهي المؤلف نفسه، فجاء سيرة ذاتية مختلفة لم تخلو -كعادة القرشي- في كل كتاباته من حسن العرض، والحوار المحكم، والعبارات العذبة، والمفردات المنتقاة، ومدى طرح أفكاره في الكتاب بشكل أقل على الذات وأكثر على الآخرين مما يجعلنا نقول أنه في كتابه هذا وظف جنس (السيرة الذاتية) بحرفية.
ومما شد الجمهور في ختام الأمسية الثقافية، أطروحات الأديب القرشي حول تجربته في التدريب على الكتابة الإبداعية وتميز ورش العمل التي قدمها من خلال إشادات ومراجعات وثناء من حضر تلك الورش عبر وسائل التواصل الاجتماعي ….
بين القرشي أن ورش الكتابة الإبداعية التي قدمها ومازال يقدمها تهدف إلى دعم القدرات والطاقات الشابة من الجنسين لكيفية ممارسة الكتابة الإبداعية وأسسها وخطواتها سواء في مجال القصة القصيرة أو الرواية أو الشعر، والتي تشعبت إلى تقديم المسابقات في التأليف الأدبي للمبتدئين والمبتدئات، كمسابقة (اكتب النهاية) لرواية ( شهريار) التي أطلقها عبر صحيفة هتون الدولية.
وأتاحت الأستاذة ندى العمراني -مديرة الأمسية- المجال لمداخلات واستفسارات الحضور حول النتاج الأدبي والإبداعي، وكيف يصبح المرء أديبًا متميزًا، وما للترجمة من دور في خلق مبدعين وذلك لأن ما يتميز به المترجم (عقلًا مبدعًا، ومشاعر فياضة) كي يتمكن من نقل روح النص الأدبي وجماليته من لغة إلى أخرى دون الإخلال به، وما للقراءة في الأدب الغربي من تأثير على المؤلف العربي وتحفيز له على الإبداع.
وخُتمت الأمسية بإهداء قيّم من الأديب الأستاذ #خلف_القرشي لنسخ من كتابه (الطريق التعب) في طبعته الثانية المزيدة والمنقحة والتي صدرت العام الماضي ووزِّعت على جميع الحاضرين والحاضرات للأمسية
شكر القرشي مقهى سكتش الشريك الأدبي على دعوتهم له، وأثنى على تبني هيئة الأدب والترجمة والنشر لفكرة الشريك الأدبي ودورها الهام في خدمة المشهد الأدبي والثقافي لاسيما في صفوف الأجيال الواعدة. وقال:
“هذا الاهتمام يأتي إيمانًا من الهيئة والوزارة بما يعرف بالقوة الناعمة التي توظفها رؤية بلادنا 2030 بتوجيه كريم من لدن خادم الحرمين الشريفين رعاه، ومتابعة دؤوبة من سمو ولي عهده الأمين حفظهما الله”.
ومن المنتظر أن تكون الفترة القادمة مجالًا لتواجد الأديب خلف القرشي في عدد من المناطق والمحافل الثقافية والأدبية والأمسيات، حيث قُدّمت له بهذا الشأن دعوات من جهات عدة متحدثًا ومدربًا عن محاور تتعلق بالكتابة الإبداعية.